Powered By Blogger

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

بيوراسب كورش : اختراع العدو ومحاربته

بيوراسب كورش : اختراع العدو ومحاربته

لم يعد خافيا على أحد، الأساليب التي تتبعها بعض الدول لذرّ الرماد في عين الحقيقة، يظنّون أن العالم في منأى عن المعرفة والعلم لدرجة يستطيعون فيها استغفال كل من حولهم ، في محاولة منهم لكسب الصراع بالأسباب التي يرونها مناسبة وناجحة في اعادة بسط السيطرة والنفوذ ضمن دائرة الوطن .

حين بدأ الصراع في سوريا،راحت كل جهة تعمل وحدها في الخفاء،فالمطالبين بالحرية والذين تظاهروا في الأزقة والحوراي الدمشقية ،أخذوا يبحثون عن أساليب تبقي نشاطاتهم بقوة،فلجأوا الى ترهيب وتخويف السكان الآمنين ومطالبتهم باغلاق محالهم التجارية،وتهديدهم تحت مسمّى ((عميل - عوايني)) ،وترغيبهم وذلك بدفع المال لهم للمشاركة في المظاهرات التي أخذت شكلا مخيفا،ماحذا بقوات الأمن الى اتخاذ ذات الأساليب ولكن بطريقة مختلفه ،لتكبر القصة بقتل عشرة مواطنين في مدينة "درعا" ،استفاق لها بعض متظاهروا مدينة "حماه "فأخذتهم حمية الجاهلية في ذبح سبعة عشر عنصراُ من شرطة تابعين لمخفرفي أحد ضواحي تلك المدينة، ثم رمي جثثهم في نهر العاصي .
بدأت تأخذ ما أسموها"ثورة" سبيلها سريعا الى المناطق والقرى المجاورة خاصّة في أدلب وحمص،ثم ظهرت النعرات الطائفية في أبشع صورها و بأشكال مرعبة لم تعرفها الانسانية من قبل..

أدرك النظام أنه يجب حل الحكومه والبدء بتشكيل حكومة تهتم باعادة الأمن والاستقرار الى البلاد ،ثم أطلقت يد القوات المسلحة لاحتواء ذلك الوباء الذي سرعان ما استشرى في البدن السوري،لتُظهِرَ للعالم هشاشة البنية الأثنية الدينيه والقوميه في الداخل السوري،وذلك بعد الانتشار السريع لظاهرة الهرج والقتل على النحو الذي رأيناه في أولى مراحل الصراع ومازال..
ولأن النظام له خبرة وتجربة سابقة مع الأخوان المسلمين ، فهو يعرف مكامن الضعف لدى هؤلاء الذين انتفضوا بشكل غير مدروس والمتبوعين من الغرب باهتمام بالغ لنتيجة ما يحدث فهم يعرفون تماما ما الأفكار الهدّامة التي قد تجعل من سوريا نارا مؤججه .ومشفوعين بدعم عربي واسع من خلال قرارات الجامعه العربية التي لم تكن في مستوى تطلعات العرب اليها ؛الأمر الذي حذا بالدولة الى ابتكار أساليب أخرى للتعامل مع المتسجدات ،فأطلقت يد الاسلاميين المسجونين لديها سابقا بعفو ٍعام ودفعت بأفراد أمنيه،تتابعهم عن كثب وتقودهم (أذا أمكن) لها ذلك وتقوم على محاربتهم،بتهمة ملاحقة الارهاب ليظهر أول فصيل يحارب هذا النظام بعد أكثر من ثمانية أشهرعلى صمود ما تسمى بالثورة ، التي تحولت بطريقة ما الى مواجهة مسلحة، جعلت ارتباط الأشخاص بها امرا مألوفا،ثم راحت تكبر هذه المنظمة،لـتأخذ بعدا آخر ضمن الخارطة السورية وتمتد الى مساحات واسعة منها .

فبدأت الانشقاقات تتالى بين صفوف الجيش، فيما بعد تبين ان الجميع متورطين في الدم السوري، مع صمت المجتمع الدولي الذي ربما يرى من تركيا خصما قويا ((...))!! خاصة بعد ما فعلته اسرائيل بسفينة مرمرة، والتي كانت تعرف توجه حكومة آردوغان الى جعل دمشق حاضرة اسلامية تعيد أمجاد العثمانيين،ربما كانت تمهد هذه الحكومة الى ضربة تركيه موجعه لاسرائيل ، تذكّرها بحجمها،لكن الأخيرة ردّت عليها بكل جرأة وأخفت معالم كل مافعلت وواجهت تركيا بقوة وتحدي،الأمر الذي تحركت له منظمة الآيباك اليهوديه في كل الاتجاهات،غربية اوربية وشرقية أوربية وآسيوية وغيرها ،فالديموقراطيين في الولايات المتحدة الذين قلما مايختارون المواجهة العسكرية في العالم، لذلك قامت بدعوة كلا من السعودية وقطرالى فض خلافتهم حول المخافر الحدوديه ،والتوجه نحو حل عربي عربي ، تشارك به بعض الدول العربية ودعم المعارضة في سوريا وتوسيع نطاق المواجهه مع النظام،فدفعت بهم الى الشمال السوري ،بعد رفض الأكراد الانضواء تحت راية المعارضة التي لم ترد على قدمه الأكراد في ورقتهم كشروط لانضمامهم اليها ، فتحوّلت الألوية الاسلامية الى فتح جبهة ضد الأكراد الذين كانو حاضرين تماما للمواجهة المسلحة فدافعوا عن وجودهم بنجاح لتظهرقوّة كبيرة خسرتها المعارضه، لم تكن تظن أنها بهذا الحجم ،فقد فرض "حزب الاتحاد الديموقراطي "الكوردي سيطرته، بشكل تظهر خبرته في المقاومة ،الأمر الذي جعله يفرض واقعا جديدا على تلك الثورة وهي ضمان أدنى مطلب قومي لهم وهي "الادارة الذتيه" ، لكن مع رفض المعارضة الاعتراف أصلا بهذه الأمة لطالما كانت تشكل نسيجا مهما من المجتمع السوري خاصة وان الشمال السوري يتضمن 33% من الاقتصاد السوري ،بذلك تكون الحكومة السورية قد خففت من الضغط الهائل عليها،وهي رسالة الى العرب أنّهم يساهمون في تقسيم سوريا .

مع فشل الأمم المتحدة في اتخاذ قرارضد النظام السوري تحت الفصل السابع، كانت ترى روسية ( المستفيد الأكثر من الصراع) انه دبّ لايمكن تجاهله ، فبحجة بناء منشآت عسكرية وغيرها في ايران راحت تبتّز قوى الأخيرة على حساب شعبها ، كتحدّ في مواجهة عالمية ترصد وتراقب الوحش الصيني وتلجمه عندما تريد فهي تخدره بابرة ربما لو استفاق منها تصعب عليها احتواؤه.

فالسلاح الكيمياي الذي طالما أرّق العالم قبل نحو ثلاثة عشر عاما،ابّان التفتيش في مخازن وزارة الدفاع العراقية ،الأمر الذي تسببت بحرب مدمّرة لازالت نتائجها السلبية تستمررغم مضي نحو عقد على انهاء حكم النظام العراقي .

فبعد تطمينات روسية للعالم بأن السلاح الكيمياوي السوري هي في أيدٍ آمنه ،لكن حين استفاق العالم على منظرالدماروالموت في غوطة دمشق وماجرى فيها من مأساة انسانية أذهلت العالم أجمع لحجم الكارثة وبشاعتها أدرك الجميع أن في سوريا لا أحد في مأمن وأنه من الضروري حماية الشعب السوري من كل الأطراف النزاع.

فتوجهت لجنة دولية على الفور لزيارة دمشق،وفي حضور هذه اللجنه ترتفع وتيرة التصادم بين المعارضة والنظام ،لتدخل الحقيقة في نفق مظلم،وتضع العالم في حيرة وتساؤل واهم ما يتبادر لنا سؤاله :

- كيف يقدم النظام على استخدام السلاح الكيمياوي ،ويدين نفسه امام اللجان الدولية المختلف؟
لكن لماذا قد تقدم وزارة الدفاع على مثل هذا الفعل لطالما كل موازين القوى في صفها؟. فلديها ما يكفي من الطائرات والدبابات والوسائط المختلفه الفاعلة على الأرض ،ثم كيف تقوم الدولة بحماية مواطنيها في حين أن القصف الكيماوي طال افراد من الشعب وبعض الجنود، وهل تقوم الدولة على محاربة الشعب والجيش معا؟؟

أما الاحتمال الثاني ان تكون المعارضه فعلت ذلك على الرغم من انها لا تملك أسلحة أوقواعد او تقنيات تساعدها على القيام بحرب كيميائية بدون وسائط
لكن من يتتبع أخبار المعارضة يجد أن المخابرات التركية وفي أكثر من مرة حين اقتحمت اوكارا للمعارضة السورية وهي تصنع هذا السلاح الخطير ،وهناك كل الذرائع الممكنة لضرب هذه المادة في بقعة قد تختارها اللجنة الدولية للتفتيش ربما تجد سبيلها لاستصدار قرار أممي يدين النظام تحت الفصل السابع .وهذا ماتريده القوى المعارضة بالضبط.
بينما يقف المجتمع الدولي حائرا بانتظار نتائج اللجنه الدولية التي تحقق في هذه الضربة يخطرلنا أن نتساءل وهي اذا كانت القوات السورية ليست هي الفاعله، واذا كانت المعارضة تنكرت لهذا الفعل تحت ذريعة عدم وجود وسائط لذلك ، فمن الذي أستخدم هذا السلاح ؟؟!.
- يبقى السؤال الأهم ،كيف نخترع عدوا لنحاربه كتغطية على جرائمنا بالأسلوب الأمثل ؟
ترى هل يظن هؤلاء أنهم يستطيعون استغفال العالم كله ؟؟!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق