Powered By Blogger

السبت، 21 مارس 2015

القصة التاريخية لعيد نوروز وشعلة كاوا :-

اعداد وتقديم الباحث ثامر عبد جبر البديري 

يحتفل المجتمع الكوردي كل عام في يوم الحادي والعشرين من شهر آذار بعيد (نوروز) الذي يعد رأس السنة الكوردية الجديدة.. ويتم الاحتفال به وسط طقوس جميلة يشارك فيها اغلب شرائح الكورد.. وتبدأ احتفالات (نوروز) عشية يوم الحادي والعشرين من آذار - مارس- ايقاد النيران فوق المرتفعات التي لها دلالة على انتصار الحق على الباطل الظالم حسب ما ورد في اسفار التاريخ. وفي اليوم التالي ومع بزوغ فجر يوم جديد تتوجه العوائل الكوردية الى سفوح الجبال والوديان الخضر حيث سحر الطبيعة في جمالها في فصل الربيع، وكذلك الى الحدائق العامة والمتنزهات والاماكن للاحتفال بهذه المناسبة المستديمة...!
واصل كلمة (نوروز) مأخوذة من كتاب (الافستيا) الذي يعد الكتاب المقدس لـ (زرادشت) والذي يعتبره الكورد قاطبة نبياً بعث لهداية الناس الى طريق الحق والنور. وتتكون كلمة (نوروز) nava من قطعتين وتعني جديد yozadh وتعني يوم او ضوء الصباح او الاشراق ما يعني يوما جديدا على الارض او ضوء جديد. وهذه الكلمة لها نفس المعنى في اللغة الفارسية (نو معناها جديد وروز معناه يوم اي يوم جديد..).
وفي كوردستان العراق يعتبر يوم عيد نوروز مناسبة رسمية تعطل فيها كل الدوائر والمؤسسات الرسمية والاهلية اعتبارا من 20/آذار ولمدة ثلاثة او اربعة ايام متتالية ويتم ايقاد شعلة (نوروز) في كل المدن الكوردية والتي تسمى شعلة (كاوا الحداد).
ونوروز من الاعياد التاريخية التي يحتفل به الشعب الكوردي والفرس والاذريون وسكان الجنوب من العراق ويطلقون تسمية (الدخول) على هذا اليوم والذي يصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في شهر الربيع الذي هو شهر الخصب والابتهاج وتجدد الحياة على الارض في ثقافات عدد من الشعوب الاسيوية لكنه يحمل لدى المجتمع الكوردي بعدا قوميا بل رمزاً خاصا مرتبطا بقضية التحرر من الظلم والقهر والتعسف وفق الاسطورة التي تشير الى ان اشعال النار كان رمزا للانتصار والخلاص من الظلام والحرمان والبحث عن التحرر. ان النسخة الكوردية لهذا العيد التاريخي (نوروز) هو اسطورة (كاوا الحداد) والتي تقول بانه في قديم الزمان كان هناك ملك آشوري شرير يسمى (الضحاك)..
كان هذا الملك ومملكته قد لعنا بسبب شرها.. الشمس رفضت الشروق وكان من المستحيل نمو اي غذاء.. الملك (الضحاك) كان لديه لعنة اضافية وهي امتلاك افعين (مثنى افعى).. ربطتا على كتفيه عندما تجوع الافاعي يشعر (الضحاك) بألم عظيم.. والشيء الغريب الذي يرضي الافعتان ويسد جوعهما كانت ادمغة الاطفال..!!
لذا كان كل يوم يقتل اثنان من الاطفال في القرى او الريف المحيطة ويقدم دماغهما الى الافعيين... (كاوا) كان الحداد المحلي للقرى قد كره الملك بعد ان اضطر لتقديم (16) من اطفاله الـ (17) الذين ضحى بهم لافاعي الملك.. وعندما وصله خبر ان طفله الاخير وهي بنت سوف تقتل وتكون ضحية للافاعي الجائعة.. وضع خطة لانقاذها.. وبدلا من ان يضحي بأبنته ضحى (كاوا) بخروف دسم واعطى دماغ الخروف الى الملك .. الاختلاف لم يلحظ عندما سمع الآخرون عن خدعة (كاوا) عملوا جميعاً نفس الخطة. وفي الليل يرسلون اطفالهم الى الجبال مع (كاوا) الذين سيكونون بأمان.. الاطفال ازدهروا في الجبال و(كاوا) خلق جيشاً من الاطفال لانهاء عهد الملك الشرير. وتشير الاسطورة الى انه عندما اصبحت اعدادهم كبيرة جدا بما فيه الكفاية نزلوا من الجبال وسفوحها واقتحموا القلعة.. (كاوا) بنفسه كان قد اختار الضربة الاولى القاضية للملك الشرير.. (الضحاك) ولايصال هذه الاخبار الى شعوب بلاد ما بين النهرين بنى مشعلا كبيرا اضاء السماء وطهر الهواء من شر عهد (الضحاك). في ذلك الصباح بدأت الشمس بالشروق من جديد.. الاراضي بدت بالزهو والنمو مرة اخرى هذه هي البداية ليوم جديد او (نوروز)..
وفي اشراقة هذا اليوم الجميل تتزين المرأة الكوردية عادة بأجمل ما لديها من الملابس الملونة الزاهية الفضفاضة ذات الالوان المزركشة للاحتفال بهذا العيد.. واينما تنظر في عمق الطبيعة يوم نوروز ستجد امامك مجموعة من النسوة الكورديات وهن في ابهى زينتهن.. ويشاركهن الشباب والرجال والاطفال الدبكات الكوردية بين العوائل التي خرجت الى سفوح الجبال والوديان الخضر والمناطق المفتوحة احتفالاً وابتهاجاً في عيد نوروز الخالد..!!
أمنا  أنا جارفيس وعيد الأم  :-

عيد الأم أو يوم الأم هو احتفال علماني ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين، يحصل في بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع. فالمفكرون الغربيون والأوربيون وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم ينسون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن فأرادوا أن يجعلوا يوماً في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم، فيحتفل به في العديد من الأيام وفي شتى المدن في العالم وفي الأغلب يحتفل به في شهر آذار أو نيسان أوايار ويعتبر مكمل ل يوم الأب و هو احتفال لتكريم الآباء.
و كان أول احتفال لعيد الأم عام 1908 عندما قامت أنا جارفيس ذكرى لوالدتها في أمريكا. و بعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترف به في الولايات المتحدة. وبرغم من نجاحها في عام 1914 إلا أنها كانت محبطة في عام 1920 لأنهم صرحوا بأنها فعلت ذلك من اجل التجارة. اعتمدت المدن عيد جيفرس و أصبح الآن يحتفل به في جميع العالم. وفي هذا التقليد يقوم كل فرد بتقديم هديه أو بطاقة أو ذكرى للأمهات و الجدات.ظهرت العديد من الاحتفالات في أمريكا لتكريم الأمهات خلال عام 1870 و 1870 لكن هذه الاحتفالات لم يكن لها صدى في المستوى المحلي.لم تذكر جارفيس كيف كانت محاولات جوليا وورد للإنشاء عيد الأم من أجل السلامة في عام 1870 ولم تذكر أيضاً عن المحتجين في الاحتفالات المدرسيه الذين يطالبون بعيد الطفل بين الأعياد الأخرى. ولم تذكر أيضاً عن تقليد مهرجان الأم في الأحد ولكنها كانت دائماً تقول بأن عيد الأم كانت فكرتها وحدها.