Powered By Blogger

الأحد، 5 مايو 2013

هذه المقدمة: وسيلة قوية لإحداث التغيير وهي جزء من دليل المنظمات غير الحكومية


المقدمة: وسيلة قوية لإحداث التغيير

16 تشرين الثاني/نوفمبر 2012
ثلاث أيادٍ (PhotoSpin Inc)
تناصر المنظمات غير الحكومية قضايا كثيرة ويمكنها أن تشكل وسيلة قوية لتوحيد الناس وإحداث التغيير.
هذه المقدمة هي جزء من دليل المنظمات غير الحكومية، الصادر عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية.
تناصر المنظمات غير الحكومية (NGOs) حقوق الإنسان وحماية البيئة، وبناء القدرات القيادية لدى الشباب، والعمل على وضع حد للعنف ضد النساء والأطفال، ومساعدة الفقراء، وأكثر من ذلك بكثير. وقد يشكل تأسيس منظمة غير حكومية وسيلة قوية لإحداث التغيير.
المنظمات غير الحكومية (NGOs) هي منظمات مستقلة عن كل من الحكومة وقطاع الأعمال. تتركز مهامها على تعزيز المصلحة العامة وخدمة الصالح العام بدلاً من تحقيق الربح أو خدمة مصالح مجموعة ضيّقة من الأفراد. وتمكّنها استقلاليتها من رصد الأداء الحكومي ومناصرة إجراء التحسينات عليه. وتستطيع المنظمات غير الحكومية التي تحظى باحترام كل من الحكومة وقطاع الأعمال، أن تساعد في التوسط في النزاعات أو في إيجاد حلول حول المخاوف المشتركة. وأخيرًا، إن استقلاليتها عن الحكومة، والأحزاب السياسية، والمؤسسات الدينية، تتيح لها خلق رؤية مشتركة لدى مجتمعها الأهلي. وتحشد المنظمات غير الحكومية المتطوعين والموارد الأخرى لتحقيق رؤيتها.
وبغض النظر عما إذا كنت تفكر بإنشاء منظمة غير حكومية أو كان قد سبق لك تأسيس منظمة ما، أو كنت تتولى قيادة إحداها منذ سنوات، فإنك تشكل جزءًا من حركة عالمية من الناس الذين يوجهون قدراتهم في سبيل إجراء التغيير. وعلى مدى العقود القليلة الماضية، كانت المنظمات غير الحكومية في طليعة الحركات الاجتماعية الرئيسية الهادفة إلى تحسين حياة الناس. لقد تنامى عدد المنظمات غير الحكومية في الديمقراطيات الناشئة بسرعة مطردة خلال العقود المنصرمة، وهي تساعد في أماكن عديدة، مثل جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، في بناء مؤسسات ديمقراطية وتوفير شبكات ومنظومة السلامة للفئات الفقيرة، وتلك المعرّضة للأخطار.
وكان قد استُخدم مصطلح "المنظمات غير الحكومية" للمرة الأولى في أعقاب الحرب العالمية الثانية عندما أسبغته الأمم المتحدة على المنظمات الخاصة التي ساعدت في الشفاء والتعافي من ويلات الحرب- أي مداواة الملايين من النازحين، والأيتام، والعاطلين عن العمل. بيد أن مفهوم تنظيم المواطنين حول قضايا معيّنة يرجع إلى تاريخ أبعد من ذلك بكثير. ويحدّد بعض العلماء بأن أول منظمة غير حكومية كانت المنظمة الدولية لمكافحة العبودية، التي أنشئت عام 1839.
واليوم، تعترف الأمم المتحدة بعدد يقدر بـ40 ألف منظمة غير حكومية دولية، مع العلم أن هناك ملايين أخرى من هذه المنظمات موجودة داخل البلدان. هناك العديد من الأنواع المختلفة من المنظمات غير الحكومية. بعضها كبيرة، أي منظمات متعدّدة الجنسيات، في حين يكون البعض الآخر منها صغير، أي أنها تتكوّن من مجموعات صغيرة تنتمي إلى قرى معيّنة. ويستهدف بعضها الآخر قضايا أو قطاعات معيّنة، كالنساء، والشباب، والبيئة، وحقوق الإنسان، والتعليم أو الصحة. في حين تعالج منظمات أخرى قضايا وقطاعات متعدّدة في نفس الوقت.
وبغض النظر عن مجالها أو نطاق عملها، فإن جميع المنظمات غير الحكومية موجودة لأجل تحسين حياة الناس أو حل مشكلة اجتماعية. ومعظم المنظمات غير الحكومية يؤسّسها أناس متحمّسون لمصلحة مجتمعاتهم الأهلية أو لقضاياها. غير أن إنشاء وإدارة منظمة غير حكومية يتطلب أكثر من مجرّد الحماس. فهو يتطلب المعرفة، والمهارات، والموارد، والعلاقات. كما أنه يتطلب الوقت الطويل، والتخطيط، والصبر، والمرونة.
يقدم هذا الدليل إطار العمل اللازم لبناء منظمة غير حكومية فعّالة ومستدامة. وسوف تجدون في هذه الصفحات معلومات حول كيفية تطوير المكوّنات الأساسية اللازمة لأي منظمة غير حكومية، أي القيم، والرؤية، والرسالة، والبرامج، علاوة على نصائح محدّدة حول كيفية التنفيذ. سوف نعطي في هذا الدليل أيضًا الأنواع المختلفة من العلاقات التي ستحتاجون إليها، مع المجتمع الأهلي الذي تخدمونه، ومع شركائكم، ومع مموّليكم، ومع حكومتكم، ومع أصحاب المصلحة الآخرين. وعبر كامل صفحات هذا الكتاب، سوف تجدون الممارسات الفضلى اللازمة لإدارة منظمة غير حكومية ونصائح حول كيفية تجنّب التحدّيات المشتركة التي قد تواجهها منظمتكم غير الحكومية ومن ثم معالجتها.
وفي نهاية المطاف، سوف يساعدكم هذا الدليل على بناء منظمة غير حكومية شرعية، وشفافة، وخاضعة للمساءلة، وهي صفات يتعين توفرها لكي تغدو منظمتكم غير الحكومية فعالة.
الشرعية
عند اعتبار منظمة غير حكومية بأنها شرعية، فإن عامة الناس سوف يعتقدون بأنها تعالج حاجة اجتماعية وأن أعضاءها يضعون تلك الحاجة الاجتماعية فوق مصالحهم الخاصة. وقبل أن تسألوا أنفسكم: "كيف يمكننا استدامة منظمتنا غير الحكومية؟" يتعيّن عليكم الإجابة على هذين السؤالين، "هل عملنا شرعي؟"، و"هل تستحق منظمتنا غير الحكومية الوجود؟" سوف تستحق أي منظمة غير حكومية الوجود عندما يكون لديها مهمة واضحة، وذات صلة بالواقع، وتركز اهتمامها على تلبية حاجة ملحة للمجتمع الأهلي أو حاجة مجتمعية أخرى. ولكن المهمة الجيّدة ليست كافية. فمن أجل أن تغدو شرعيّة ينبغي على المنظمة غير الحكومية أن تكون محكومة جيدًا، وذات إدارة جيّدة وفعالة.
لن تعتبر أي منظمة غير حكومية يسيطر عليها فرد واحد على أنها شرعية. ففي حال هيمن فرد واحد على أي منظمة بحيث لن تحصل على الكثير من المُدخلات أو على الإشراف من الآخرين، فإن هذا سيعرّض ذلك الفرد إلى المخاطر المتمثلة بتعزيز مصالحه الشخصية على حساب المصلحة العامة. ومن دون القيادة والإدارة النشطتين على أيدي عدة أفراد، فلن توجد أية ضوابط أو توازنات لمنع الاستخدام الخاطئ، أو إساءة الاستخدام لموارد المنظمة. تحتاج أي منظمة غير حكومية إلى قاعدة واسعة من القيادات الذين يلتمسون المُدخلات من أصحاب المصلحة للتأكد من أن منظمتهم تخدم الصالح العام.
يرجى أن تضعوا في اعتباركم ...
لا يملك أي فرد منظمة غير حكومية
عبر صفحات هذا الدليل، قد نشير إلى "منظمتكم غير الحكومية"، ونعني بذلك المنظمة غير الحكومية التي تنتمون إليها. إن المنظمة غير الحكومية ليست ملكًا لأي فرد. فهي تخدم الصالح العام، ويجب أن تضم مجموعة من الناس الذين يعملون كمشرفين أمناء على تلبية تلك الثقة العامة. ويتولى هذه المسؤولية عادة مجلس الإدارة. فلا يمكن أن تعتبر شرعية تلك المنظمة غير الحكومية التي يسيطر عليها فرد واحد وتكون غير خاضعة للمساءلة أمام مجلس الإدارة أو أصحاب المصلحة الآخرين ولن تكسب أنواع الدعم المتنوّعة المطلوبة لاستدامة المنظمة.
 








المساءلة
يتعيّن على المنظمة غير الحكومية أن تخضع للمساءلة من جانب عامة الناس، وأن تستجيب لهم، نظرًا لكونها وُجدت من أجل الصالح العام. ويعني ذلك تحديدًا الاستجابة لأصحاب المصلحة: المموّلين، والأعضاء، والشركاء، والناس الذين تخدمهم، والمجتمع الأهلي الذي تعمل فيه، والمنظمات غير الحكومية الأخرى.
يكون لدى أصحاب المصلحة المتنوّعين توقعات مختلفة. إذ يتوقع مموّلوكم أن تُستخدم أموالهم للغرض المعلن عنه، وأن تجري إدارة الأموال بصورة جيدة بحيث يتم تطبيقها لتلبية أهداف المشروع. ويتوقع الناس الذين تخدمونهم الحصول منكم على المساعدة لتلبية احتياجاتهم، وبأن تعاملوهم باحترام. ويتوقع الشركاء منكم أن تكونوا صادقين وأن تحرصوا على الوفاء بالتزاماتكم. وليست هذه سوى أمثلة قليلة. إذ يتعيّن على المنظمات غير الحكومية الانخراط مع، والاستماع إلى مختلف أصحاب المصلحة المعنيين في سبيل فهم توقعاتهم المتنوعة. وعلى منظمتكم غير الحكومية أن تكون خاضعة للمساءلة كذلك حول ما يلي على أقل تقدير:
· المهمة: تقوم مهمة أي منظمة غير حكومية على أساس السبب الذي وجدت من أجله. وهذا يعني وعدكم المعلن الذي قطعتموه بشأن ما تعتزمون القيام به والفرق الذي تسعون إلى إحداثه في هذا العالم. وتلتزم المنظمة غير الحكومية بوعدها الذي قطعته تجاه عامة الناس من خلال التزامها بمهمتها.
· النتائج: لا يكفي تنفيذ المشاريع والنشاطات. بل ينبغي على المنظمة غير الحكومية تحقيق نتائج ملموسة في تحسين حياة الناس الذين تخدمهم.
· الحكم الرشيد: ينبغي أن يكون لدى منظمتكم غير الحكومية مجلس إدارة من المتطوّعين يحكم المنظمة بصورة أخلاقية وفعّالة. أما نظام الحكم فهو عبارة عن طائفة من النشاطات التي يقوم مجلس الإدارة من خلالها بتأمين التوجيه والإشراف اللازم على المنظمة ونشاطاتها.
· المسؤولية المالية: يتعيّن على منظمتكم غير الحكومية التأكد من أن المساهمات المالية التي تتلقاها تُستخدم لتأمين دفع مهمتها قُدمًا، وليس من أجل تحقيق مكاسب شخصية لأفراد معيّنين. يشرف مجلس الإدارة عبر دوره كحاكم على أموال المنظمة غير الحكومية.
كيف تُخضع منظمتك غير الحكومية للمساءلة؟ في أحيان كثيرة جدًا تعتبر المنظمات غير الحكومية أنها خاضعة للمساءلة تجاه مموّليها ومانحي الهبات لها فحسب، وليس أيضًا تجاه مجتمعاتها الأهلية. سوف يطلب مموّلوكم، بالطبع، تقديم تقاريركم لهم، بينما لن تطلب ذلك مجتمعاتكم الأهلية. وفي بلدان عديدة تطلب الوزارات الحكومية التي تشرف على المنظمات غير الحكومية تقديم تقارير سنوية لها. ولكن كيف تُخضع المنظمات غير الحكومية نفسها للمساءلة تجاه المجتمعات المحلية التي تخدمها؟ إنها تفعل ذلك من خلال عقد اجتماعات للمجتمع الأهلي، وإجراء عمليات استطلاع، وإعداد تقارير سنوية، وإصدار نشرات إعلامية، وأشكال أخرى من سبل التواصل العام. ولا يتوجب عليكم مجرّد إبلاغ منتخبيكم بانتظام بنشاطاتكم وحسب، بل وأيضًا ينبغي عليكم طلب الحصول على مدخلاتهم ومعلوماتهم المسترجعة. فإذا كانت المنظمات غير الحكومية تتطلب إخضاع الآخرين للمساءلة، فبالأحرى عليها أن تُخضع نفسها أيضًا للمساءلة.
الشفافية
عندما يكون الشيء شفافًا سوف يمكنكم الرؤية الواضحة من خلاله. وهذه هي الطريقة التي يجب على المنظمات غير الحكومية أن تحققها. من الواجب أن يكون أصحاب المصلحة قادرين على الرؤية داخل منظمتكم وأن يعرفوا كيف تنفذ برامجها، وكيف تستخدم الأموال، وكيف تُتخذ القرارات فيها. تمارس المنظمات غير الحكومية الشفافية من خلال توفير المعلومات الدقيقة وفي الوقت المناسب حول نشاطاتها، وأموالها، وسياساتها، وإجراءاتها، وقراراتها. ومن خلال شفافيتكم، يمكنكم إتاحة الفرص لتعلّم كيفية القيام بعملكم على الوجه الأفضل. وكذلك سيتمكن الآخرون من تقديم أفكار تهدف لتحسين أعمالكم وذلك عندما يحصلون على معلومات حول طريقة قيامكم بها.
تذكروا ...
مصطلحات أخرى لوصف المنظمات غير الحكومية
من المحتمل أن تسمعوا مصطلحات أخرى تستخدم لوصف منظمات تعمل على دفع الصالح العام قدمًا:
· منظمات المجتمع المدني (CSO)
· منظمات لا تبغي الربح
· مؤسسات خيرية أو منظمات خيرية
· منظمات ذات قاعدة شعبية أو منظمات مستندة إلى المجتمع الأهلي
· منظمات تطوعية
في بعض الحالات، تشير المصطلحات إلى نوع معين من المنظمات غير الحكومية. فعلى سبيل المثال، المنظمات ذات القاعدة الشعبية هي منظمات غير حكومية يشكلها أعضاء مجتمع أهلي معيّن لمساعدة أنفسهم.












الشرعية، والشفافية، والمساءلة هي أعمال تسير جميعًا يدًا بيد. فإذا لم تكن المنظمات غير الحكومية مسؤولة أمام أصحاب المصلحة لديها، فلا يمكن اعتبارها شرعية. وإذا لم تكن المنظمات غير الحكومية شفافة، فلن تتمكن من إخضاع نفسها للمساءلة كما لن يستطيع الآخرون إخضاعها للمساءلة. وإلى أبعد من ذلك، فإن اعتماد الخضوع للمساءلة وتحقيق الشفافية يساعدهم في بناء الثقة لدى المجتمع الأهلي. يشكل كسب ثقة مجتمعكم الأهلي المفتاح الضروري لتمكينكم من تنفيذ مهمتكم. وعندما يفقد أعضاء المجتمع الأهلي ثقتهم في منظمة غير حكومية، يقل احتمال مشاركتهم في برامجها أو سعيهم لطلب خدماتها. فكلما زاد خضوعكم للمساءلة كلما زادت درجة شفافيتكم، وكلما تسنى لكم كسب ثقة أكبر. وكلما كسبتم ثقة أكبر كلما أصبحتم أكثر قدرة على خدمة مجتمعكم الأهلي.
فالأمر منوط بك كرئيس لمنظمة غير حكومية بأن تتمسك بهذه المبادئ، لأنها تشكل المفتاح الأساسي لنجاحك.
عندما تحتل إحدى المنظمات غير الحكومية أبرز عناوين الصحف الرئيسية بسبب قضية فساد أو سوء إدارة فيها، فإن ذلك يسيء سمعة سائر المنظمات غير الحكومية، ويفقد بذلك القطاع بكامله شرعيته في نظر الناس. ومن جهة أخرى، عندما تناصر المنظمات غير الحكومية هذه المبادئ قولاً وعملاً، فإنها تبني الثقة والمصداقية بالنسبة لعمل جميع المنظمات غير الحكومية. وسوف يساعد هذا الدليل منظمتكم على تحقيق ذلك تمامًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق